سحر الطباع واسراره الفرعونيه

التكلم عن ماهيه هذا النوع من السحر يحتاج لمجلدات وهذا ليس بمقام ادراجات المدونه ، ولكنى سأحاول الإختصار بقدر الإمكان ، وحتى تتم الفائده سنبدأ من اول السطر .
معتقد الفراعنه فى الكون .
لا يمكن فهم حقيقة ممارسه اى مجتمع لاى نوع من المعرفه إلا من خلال معرفه معتقدهم فى الحياه وكيف ينظرون للكون ، غير أن الاساس فى أى علم هو نفع الانسان من خلال تطوير ادواته وتوسيع معرفته وتحقيق المنفعه له والتى قد تتعارض مع الغير أو تعتبر ضررا للغير .
...............
والفراعنه كمجتمع بشرى مارس الحياه بأدوات ومعتقدات مختلفه عما نعرف ، وملىء حيز من الزمن لم تملئه حضاره سابقة ، وترك أثارا غايه فى الغرابه ومزدحمه بالألغاز والمبهمات ، خضعت أسرارهم لتفسيرات أبناء حضارات مختلفه .
...........
وإختلاف الموروث الثقافى لمن فك اسرار اللغه المصريه القديمه ومن اتبع هديه فى الترجمه والتأصيل شوه بشكل كبير الحضارة الفرعونيه من حيث خضوع منهجه العلمى لموروثه الثقافى الوثنى والذى يحتمل ثالوث الإله او ان الاله يتزوج ويلد .
وأصبحت مفاهيم الفراعنه للخلق والايجاد والمعتقد وممارسه الحياه سلسله من المورثات الوثنيه شديده القبح .
وقد إجمع الكثير من علماء المصريات على تقديس الفراعنه للحيوانات إما لإستمداد القوه منها أو بإعتبارها تجلى ومحل للآلهه .
وهذا التفسير الوثنى لا يرقى حتى لنصف الحقيقة فما وصل له الفراعنه من علم وفهم للكثير من اسرار الكون ينفى عنهم تلك الضأله فى الفكر ونضرب مثالا بترجمه
مدونة روحانيات مصرية ، حامد حماد
العلماء لكلمه " نثر " الفرعونيه وتصوريها بالخط الهيروغليفى جاء على شكل " رايه أوعلم " خفاق وترجمها العلماء مرادفا لكلمه " الإله " وهذا خطاء فكلمه نثر كانت تعنى القوه العليا المسيطره على الكون وهى متعدده الروافد وكثيره الانواع فجائت مفرده " نثر " وجائت جمع " نثرو " ترجمها العلماء بالآلهه وهذا غير ذلك ، فرمز " الرايه " يمثل مورثا ثقافيا وتصورا شديد الثراء لفكره ترابط الأرض بالكون وان الكون به قوه عليا تتدخل بشئون الناس وترسم لهم خطاهم لكنها عندهم لما ترقى لفكره " الإله " التى نعلمها الان لكن المترجم فسرها حسب موروثه الثقافى والذى لا يعرف غير هذا . والشاهد هنا ان الكثير من التفسيرات والمسلمات عن الفراعنه ليست صحيحه إنما هى مجرد تخمينات مشوهه
...........
القوه العليا عند الفراعنه
الفراعنه أمنوا بترابط الكون وتأثر الكون بهم وتأثرهم هم بكل الكون ومن ذلك إيمانهم أن كل شىء بالكون له نوع من العقل او القوه وهذا العقل يتحرك بمسار موازى
مدونة روحانيات مصرية ، حامد حماد
لعقولنا ، فقد أمنوا ان الحيونات والطيور والأفلاك والماء والهواء وحتى الكلمات والحروف كل شىء تقريبا يمتلك نمطا للحياه تشبه حياه الإنسان تماما من حيث العقل والفهم وحقيقه وجوده بالكون ، لكنهم محجبون عنا لعلل كثيرة لعل اهمها تفرد الإنسان بأنه من صنع يد الخالق وروحه نفخه من روح الخالق . وان الانسان جسده مصنوع من ماده الارض . فسكنه بالارض متجانسا مع اصل خلقته وتفرده بمسحه يد الإله جعلته متفردا على تلك الارض وتطور الامر حتى ظن انه من نسل الاله فى بعض الفترات الزمنيه ثم تطور حتى قال انا الإله متجسدا مثل الفرعون الخامس من الاسره السادسه بيبي الثاني (نفر كارع) (2246 – 2157 ق.م) وصل إلي العرش وعمره 6 سنوات بعد وفاة والده وحكم 94 عاما كامله مما كان له الاثر لإدعائه الألوهيه .
..........
القوه العاقله الكامنه فى الأشياء كانت شغل كهنه الفراعنه الشاغل ، كيف يسيطرون عليها إتقاء لشرها او استخداما لها وبعد مرور الاجيال لم يجدوا حلا إلا بالإستعانه بالــ " نثر " القوه العليا المسيطره ، طرق الإتصال بها حتى الان لم يزل مجهولا لكن اثر هذا الاتصال هو ما سنتكلم عنه .
.........
فى بدايه بحثى فى هذا الامر اختزلت " النثر " فى الجن فقط لكن بعد الكثير من البحث علمت ان قدرتهم فى التحكم فى الجن وغير الجن من المخلوقات كان من خلال هذا " النثر " المجهول .
...........
وفكره السيطره قامت على التحكم فى العقل المستور للكائنات والاشياء من خلال تغيير المزاج العام لها إما بالقبض أو البسط وتحويل هذا التغيير المزاجى لطاقه ضاغطه تغير بشكل متفاوت حقيقة الغريزه والفطره والعقل .
نضرب مثالا.
حيوان " إبن آوى " هو حيوان كان يعيش على ارضنا بكثره وهو من فصيله السنانير ومكانه بين الثعلب والذئب ، وكان هذا الحيوان مشهورا بنبش المقابر واكل جثث الاموات مما يسبب الفناء لصاحب الجثه ولا يحقق له الخلود حسب معتقدهم .
مدونة روحانيات مصرية ، حامد حماد
وكانت الفكره بتغيير مزاج هذا الحيوان ليأكل أى شىء إلا الجثث الآدميه ، وقد فعلوا ووضعوا العقل الضاغط على طبع الحيوان كرسم أو مجسم تسكن فيه الفكره على شكل إنسان برأس " إبن آوى " او حسب الحاجه من الحيوان . وبمرور الزمن تطورت وظيفته للحراسه واحيانا كان يعبد حال الإضمحلال الحضارى وهو ما سمى باللغه المصريه القديمه " آنوبيس " حارس المقابر .
...............
لتبسيط هذا الفهم نضرب مثالا أخر عن الإنسان .
طبيعة الأمور أن الحالة المزاجية للإنسان متوقفه على الكثير من الروافد والتى منها توالى الأحداث والإلحاح الممل فى زرع فكره او تغييرها وهو ما يشبه فى العلم الحديث " البرمجه اللغويه العصبيه " لكنها عند الفراعنه كانت شامله لتتعدى الانسان وتحتوى كل مخلوقات الكون ، فعن نفسى كمثال .
انا لا اشرب الخمر ولم اشربها بحياتى ولن افعل ولفتره قريبه كان مجرد اسمها يثير الإشمئزاز بنفسى ..
كان أو ظهور ملفت لــ " محمد سعد " الممثل فيلم الناظر والذى كان فيه معاقرا للخمر ..ثم فيلم اللنبى وحينما فشل بمشروعه بشرم الشيخ شرب الخمر ، ثم فيلم عوكل ولم يذهب لتركيا إلا بعد شرب الخمر ، ثم بوحه وعندما رفض كعريس شرب الخمر وغنى تحت بلكون محبوبته ، ثم فيلم كتكوت ولم يغنى أغنيه الليدى إلا بعد شرب الخمر . والشاهد ان توظيف الخمر بهذا الترتيب بشكل متوالى على مدار سنوات غير قناعتى الشخصية عنها ، طبعا انا لن اشرب الخمر لكن إشمئزازى لها قل او إنعدم دون ان أدرى . فما حدث يمثل تغيرا فى فكرتى الرئيسيه والتى من خلالها امارس حياتى وأحكم على الأشياء والاخطر انه حدث دون ان ادرى أو اعلم .
.............
مثال اخر كان يفعله الفراعنه بشكل اكثر تركيزا .
رجل اهانته زوجته امام الناس وتركت تلك الاهانه مراره بقلبه ونفسه حتى اصبح لا يطيقها .
فما يحدث أن الرجل محتد المزاج يرى نفس الحدث الذى حدث بينه وبين زوجته كحلم فى ليله واحده او اثنتين او حسب الامر ، يراه عشرات الالاف من المرات وكل مره بشكل مختلف كأن يرى زوجته نادمه أو انها لم تقصد أو اى شىء حسب المتاح ، ثم عندما يستيقظ لا يتذكر اى حلم لكن ما يحدث حينها ان مزاجه الحاد تغير ناحيتها دون ان يدرى .. طبعا الامر اعمق من هذا لكنى ضربت المثال فقط للتوضيح .
.........
سحر الطباع عند الفراعنه كان قائما على إعاده برمجه للعقل ومتطلبات النفس بحق الانسان وكان هذا الامر يمكن تفعيله بشكل جماعى على مجموعات بشريه كامله كما انه يتجاوز البشر للجن والحيوانات والطيور والهواء والماء وكل ما حولنا .. ومنه استطاعوا التحكم فى الجن .
.............
وأصل العمل إفتراض ان كل شىء فى الكون له عقل وله قوه وهو خاضع لمبداء التسخير ، والتسخير هنا .. تسخيرا كونيا لا دخل للإنسان فيه وتسخيرا شرعيا يحتاج فقط للادوات كالتحكم بالماء من خلال الصنبور أو الهواء بالمراوح او الخشب بادوات تشكيله وتصنيعه .
ودلاله الأشياء فى الكون بعد حقيقتها - أسمائها ، فمسيات الاشياء تدل عليها ومنها اخذ الفراعنه قدرتهم على اعاده التحكم بالوعى والطباع .
واللغه المصريه القديمه لغه غايه فى الاعجاز والتطور حيث أنها لا تحتوى على حروف بالشكل البسيط للحرف بل كل كلماتها قيم صوتيه مستمده من حدود آله النطق عند الانسان . والقيم الصوتيه هنا تبدا من قيمه احاديه وتصل حتى السداسيه المركبه . وكل قيمه صوتيه تعتبر عندهم كائن حى ، له . جسم وروح وقلب وعقل ونفس وقوه طبيعيه وقوه كليه . وهذا التعريف يختلف واقل من التعريف الفرعونى للإنسان بأطواره التسع . وماهيه العمل قائما على القيمه الصوتيه ومصدرها ثم معرفه حدود العمل من احد مراتب القيمه سواء كان ما يريدون العمل عله جسد او قلب أو روح او عقل

مرسى