الروحانى والمستخدم وما بينهما من افعال وميزات

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاه والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين 

الكثير من الاخوه فى الله يصاب بالحيره الشديده عندما يقرء موضوع عن الروحانيات فيفكر دائما هل هو حلال ام حرام حل هو كفر بالله ام انه على الطريق الصحيح ودائما ترى البعض فى حيره من هذه الامور وخاصه بسبب الخلط السافر بين الروحانيات والتعامل مع الجان فالكثير من الناس لايعرف الفارق فيما بينهم فدائما وابدا كلما تكلم احد فى امر الروحانيات يذهب تفكيره مباشره الى التعامل مع الجان والبعض لايعرف ان هناك ما يسمى بالعالم الروحانى وهو مرتبه اعلى بكثير جدا من التعامل مع الجان فالبعض لايفهم ما هى الروحانيات 

لان الناس لم تراها او لم تتأثر بها تأثير مباشر لكنهم تأثرو بالجان تأثير مباشر لان الاكثر فى التعاملات بين الناس مع الجان والمس والبس والتسليط وغيرها هى تعاملات مع الجان وليس مع الروحانيات لذالك المعروف لدى الجميع هم الجان وملوك الجان واتباعهم واعوانهم ؟؟ 

ولان التعامل مع الجان هو الاسهل والاسرع والشئ الذى لايحتاج الى مجهود او مشقه فترى العديد من المتسشيخين يتعامل بصوره فجه مع الجان ويتخذ منهم خدمه تعاونه فى امور بسيطه وضعيفه ربما اخراج عارض او اعمل سحر او محبه او جلب او تهييج وهى امور بسيطه جدا يفعلها المبتدء فى هذا العلم وعندما يرى الناس احد الاشخاص يفعل تلك الافاعيل يعتقد انه شيخ وبيده كل العلوم بل بالعكس ما هو الا مستخدم للجان ويتعاون معهم وفى النهايه هذه التعاملات لاتعدو المصلحه المتبادله من جانب الطرفين فترى الجان لايفعل شئ إلا بعد ان يأخذ مقابله سواء كان شئ مشروع او غير مشروع ان كانت الخدمه غير مسلمه وان جلس المستخدمين للجان مع بعضهم فى مجلس واحد كشف بعضهم البعض فيرى هذا مرافقى ذاك وربما يرى قوتهم من قوته وربما يستطيع احدهم ان يسطو على خدمه الاخر ويسرقها منه بل ويوقفه عن التعامل معهم اطلاقا ويصبح الشخص دون فائده بل ويصاب بالكثير من المشاكل بعد ضياع هذه الخدمه لانهم تركو فى جسده جرح وعلامه ربما يحضر عليها من هم غرباء فؤزوه او يتبعوه ويغيرو مسار عمله وهذا بالطبع بالشئ الخطير جدا ؟؟ 

اما الروحانى فهو شخص عادى جدا ربما يراه الناس كالاشخاص التى يقابلها يوميا فى حياته ولا يظهر عليه اى علامه من العلامات التى ربما تراه فى مستخدم الجان والكثير من مستخدمى الجان المحترفين عندما يجلسون مع الروحانى لايمكن ان يرو معه اى نوع من انواع الخدمه فربما يرو ان هذا الشخص هو شخص عادى جدا ولا خدمه له على الاطلاق ولكن ان قرء الروحانى ورده تلخبط حال المستحضر وربما اغشى عليه وربما اصيب بتوترات كثيره وربما فقد خدمته فى هذا الامر ولذالك الروحانى لاتوجد له خدمه محدده تسير خلفه بل هو يستخدم كل شئ من امر الله ويعاود جميع الامور الى الله ولا يدعو مع الله احدا ودائما وابدا يفعل الروحانى الاشياء ولا ينسب الفضل لنفسه بل ينسبها لله عز وجل وعندما يقرأ شئ فهو يقرئه ونيته متجهه الى الله ولا تتجه الى روحانى محدد لانه يعلم جيدا ان النفع والضر بيد الله فعندما يدعو فهو يدعو الله وحده حتى ان اقام خلوه او رياضه فلا يفعلها الا لله على الرغم انه من الممكن ان يكون يعلم تماما ان خادم هذه الدعوه هو فلان ولكن لايريده للحضور الا طاعه لله ولايكلف روحانى محدد بالعمل الا طاعه لله فالامر يحتاج الى قلب صافى وعقل راجح حتى تستطيع ان تفرق بين هذا وذاك وان تتغلب على تلك الخيط الرفيع المتواجد بين الاثنين التحضير والدعوه المستخدم والروحانى وقد تحضرنى هنا قصه ذكرتها من قبل ؟

تقابلت فى يوم من الايام مع رجل فقد ذكر بلسانه انه ظل سبع سنوات يصوم ويقوم ويصلى جميع الصلوات فى المسجد وينظف المسجد ويقيم الاذان ويقيم الصلاه ويصلى بالناس امام واقام عده خلوات واعتكافات فى المسجد وفى النهايه لم يستطع الوصول الى الروحانيات على الرغم انه لم يقصر فى صلاه واحده طوال سبع سنوات فابكانى كلامه وجعل عينى تنهمر بالبكاء ولم استطع ان اتوقف حتى تركته وقمت من ذالك المجلس فحضر الى بعدها بحوالى ساعتين لدى الرجل الذى كان يستضيفنا فى بيته فقال يا شيخ ما الذى ابكاك هل رأيت شئ فى امرى فقلت وبقلب حزين لماذا كنت تصلى وتعتكف وتقيم الخلوات فقال حتى احصل على خدمه روحانيه اساعد بها الناس واعلاجهم وافعل بها الخير فقلت وتلك المصيبه الكبرى فقال مساعده الناس مصيبه قلت لا المصيبه انك لم تعبد الله طوال السبع سنين بل كنت تعبد تلك الخدمه وقد اشركت مع الله ما لايستحق ان يعبد فما كان منهم الا ان منعوا عنك كل شئ بل واتخذوك عدو لهم وكنت ستظل على ذلك الى يوم الدين ان لم تعود عن ما تفعله فقلت له اياك وعمل كل ذلك وهدفك خدمه محدده فانت بذلك لم تفعل لله بل فعلت ذالك رياء وطلبا لشئ مخلوق وزائل فقال هل اتوقف عن القرائه قلت نعم تتوقف عن القرائه وتعاود الاستغفار فقرئت امامه وكرر خلفى حتى يسترد دينه ويتوب الى الله ويستغفر الله عن السنين التى فاتت وكانت سبب فى هلاكه فقلت اقرء لله اخرج من قرائتك وعبادك من اجل هدف واجعل القرائه والعباده من اجل الله وامسك على قلبك واجعله متعلق بالله لا بالمخلوقين فلم يمر ثلاث اشهر وهو ملتزم بالقرائه لله والعباده خالصه لوجه الله الا وجائته الخدمات الروحانيه من كل حدب وصوب تعرض نفسها عليه حتى يخدمونه فكان لايعير لهم بالا فاصبح من المستجابى الدعوه 

وهنا لابد ان نعرف اخوانى الفارق الرهيب بين الاثنين الروحانى المتوكل على الله فى جميع اموره والمستخدم المتوكل على خدمه من اجل منفعه متبادله